اهلا رمضان اهلا بك كل سنة وانتا طيب 2016


مرحبًا بك يا من فيك سنتسابق للفوز بهدايا ربنا سبحانه وتعالى.
فالهدية الأولى: الرحمة؛ فعن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتاكم رمضان شهر بركة؛ يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء، وينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا؛ فإن الشقيَّ من حُرم فيه رحمة الله عز وجل"(17).
والهدية الثانية: المغفرة: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تبارك وتعالى فرض صيام رمضان عليكم، وسننتُ لكم قيامه؛ فمن صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه" (18).
والهدية الثالثة: فرحة لقاء الله سبحانه وتعالى؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "للصائم فرحتان: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه" (19).
وتاج تلك الهدايا الهدية الرابعة: التقوى.. يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (20).
أيها المتسابق المُشمِّر، احذر هذا:
1- الإسراف في الملبس والمطعم والمشرب؛ لأنه خلُق ذميم جاء الشرع بالتحذير منه والنهي عنه في كل الأحوال وعموم الأزمان؛ قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) (21). ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف و لا مخيلة" ( 22 )؛ فالإسراف يؤثر في القلب؛ إذ يطفئ نوره ويعور عين بصيرته، ويثقل سمعه، ويضعف قواه كلها، ويوهن صحته، ويفتر عزيمته وهمته.
2- الشبع المفرط: ومن العادات الذميمة في رمضان الشبع المفرط نتيجة الجوع الذي يتعرض له الصائم، لكن هذا الشبع له تأثير سلبي؛ إذ يثقل الجسد عن الطاعات، ويشغله بمؤنة البطن ومحاولة الحصول عليها حتى يظفر بها. ومن أكل كثيرًا شرب كثيرًا فنام كثيرًا فخسر كثيرًا، وفي الحديث: "ما ملأ آدمي وعاء شرًّا من بطنه. بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه؛ فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" (23).
3- كثرة النوم: النوم الكثير له آثار سلبية كثيرة؛ منها أنه يميت القلب، ويوهن البدن، ويضيع الوقت، ويورث كثرة الغفلة والنسيان والكسل.
4- الجلوس والسماع للإعلام: نعم، شياطين الجن في سلاسل بلا حركة، لكن شياطين الإنس كلها حركة؛ فاحذر الجلوس أمام المسلسلات الخليعة والأفلام والمسرحيات الهابطة والفوازير الراقصة، وتذكر أيها العاشق المشمِّر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "العين تزني والقلب يزني؛ فزنا العين النظر، وزنا القلب التمني، والفرج يصدق ما هنالك أو يكذبه"( 24). ولا تَنْسَ قوله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (25).
أيها المتسابق المشمر، لا عجب أن يدعو النبي صلى الله عليه وسلم على من أدرك رمضان ولم يغفر له، فالنبي صلى الله عليه وسلم صعد على المنبر فقال: "آمين.. آمين.. آمين"، قالوا: يا رسول الله قلت: آمين.. آمين.. آمين، قال النبي: "ذاك جبريل آتاني فقال: من أدرك رمضان فأبعده الله فلم يغفر له فدخل النار. قل: آمين. قلت: أمين" (26).
أيها المتسابق المُشمِّر، هنيئًا لمن وفَّقه الله لاغتنام رمضان، وإلا سحقًا سحقًا.. بُعدًا بُعدًا لمن ضيع رمضان ولياليه.
ما المطلوب الآن؟
اجلس مع زوجتك وأولادك واتفقوا على وسائل تجعل شهر رمضان هذا العام غير أشهر رمضان الأعوام الماضية. 

وليكن شعاركم: "نهارنا صيام وليلنا قيام.. ولا للمعاصي"

تعليقات